القائمة الرئيسية

الصفحات

المغرب وفرنسا العلاقة الحرجة إلى أين؟

 المغرب وفرنسا العلاقة الحرجة إلى أين؟


علاقة المغرب و فرنسا

تعيش العلاقات المغربية-الفرنسية في ظروف سيئة منذ فترة تجاوزت سنة، حيث بدأ الوضع بهدوء وانتهى بحملات صحافية عنيفة يقودها وسائل الإعلام في البلدين. يتم اتهام المسؤولين الفرنسيين بوقوفهم خلف قرارات مناهضة للمغرب التي تم اتخاذها في مجلس أوروبا المدان لحالة حقوق الإنسان في المغرب، واتُُّهِـَّـَـم بالقول إلى وجود دور فعّال لكِبراء دُمَغْ. أثارت فضيحة الفساد التي شملت المؤسسة التشريعية الأوروبية قلقًا في الرباط، وزادت قلقها حول برلمانيين أوروبيين فرنسيين يدعمونها. اتهم وسائل الإعلام الفرنسية المغرب بالابتزاز لأجل ضغط باريس في موضوعات حساسة، فضلًا على مثيلاتهم في استيراد المخدرات وحركة اللاجئين. يعد المغرب الدولة الرائدة في إنتاج التعاون الأمني عالمياً، لأنه يتمتع بشبكة أمنية فعالة داخل المجتمع المغربي على أرض فرنسية.
ينفون المسؤولون الفرنسيون بشكل رسمي وجود أزمة بين البلدين، ويعرضوا العون لزملائهم المغاربة، تقديرًا للرئيس الفرنسي، ماكرون. وأصر ماكرون على زيارة المغرب على الرغم من عدم استقبال رد إجابى بخصوص زيارته من الرباط. يؤكد قصور إيليزى أ - فى مبرامج فيزته، لده مع بقائها غير محددة. الرأي العام المغربي. لذلك، لا يزال هناك توتر بين البلدين فيما يتعلق بمسائل دبلوماسية وسياسية مثل قضية الصحراء المغربية والهجرة غير الشرعية، وهذه المسائل قد تؤثر على مستقبل العلاقات بين المغرب وفرنسا. يصر المشرّعون المغاربة على إلصاق مسؤولية تفكك العلاقات بين فرنسا والمغرب بالفرنسيين، فيما تتهم الأوساط الحكومية ووسائل الإعلام التابعة لها فرنسا باستفزاز كافة المشكلات التي تحدث في المغرب. وبالرغم من تلميحات جلالة العرش، يظل الديوان الملكي صامتًا وثابتًا على سيرورة أفعاله، دون أدق تحذير من هذه التطورات. بسبب التفاوت الكبير في وجهات النظر بين فرنسا والمغرب بخصوص مسألة الصحراء، فإن الموضوع أصبح غامضًا ومُعقّدًا، حيث أصبحت قضية الصحراء شعارًا وطنيًّا لفئات واسعة من الشعب المغربي، يستخدمه النظام في صياغة قراراته الإستراتيجية في علاقاته الدولية، بالإضافة إلى تكشّف دور دبلوماسية المغرب في توجيه اتجاه عملهمِ.

فرنسا ما زالت تعدّ أكبر مساند للموقف المغربي داخل مجلس الأمن

علاقة المغرب و فرنسا

يُعزى بشكل رسمي إلى عدة مواقف رسمية أن مَنْ وجَه الاتهامات المغاربة للازمات التي تواجه الآن، وتتضمّن ذلك نهج باريس لمسألة هجرة قاصري المغربِ والذي يتمثل في تصرف الدار البيضاء بعدم استعادتهم. ويرجح بأنّ المدينة يعتبر أنّ سبب هذا الإجراء هو صعوبة التحقق من هوية هؤلاء الأطفال، نظرً لانخفاض عائدات جنوحات مثل هذا الامر. كَمًا يُلاحظ انّ المغاربة يطالبون فِي فَضاءٍ رسمائِـــْ مِثْيل- بارِس (Paris) الى دعْٓم المُبَادِرَة على نحو شفاف، والكشف عن دورٍ أكبر لانخدام التقنية. بغض النظر عن أن فرنسا تتمسك بموقفها المؤيد للمغرب في مجلس الأمن، إلا أن المغرب يسعى جاهدًا لحل مشكلة الصحراء. وأعربت الطبقة السياسية في الرباط عن خيبة أملهم من قِبَل نظيرهم الفرنسي، خاصةً بعد تصويت برلمان الاتحاد الأوروبي لصالح قرار يدين المغرب. ويبدي المُسئولون المغارِبة كثيرًا من عدم الإكتَِراث لذلك. يقود ماكرون تحالفًا مع الجزائر لتحقيق التوازن في علاقات فرنسا مع الدولتين المغاربيتين المتنافستين.
من الجانب الفرنسي، لا يزال المسؤولون هناك غير قادرين على تصديق الادعاءات بشأن التجسس من قبل المغرب على كبار المسؤولين الفرنسيين، بما في ذلك الرئيس. تمتلك الرباط شبكة من العلاقات المؤثرة والقوية التي تخترق الطبقة السياسية في فرنسا، مما يثير حذر وقلق باريس. كما أن فتح أبواب الرباط لإسرائيل يتطلَّب مزيدًا من التحذير والظهور بحذر. وتخشى باريس من اتساع الزاوية التي تقترب فيها من بكين، والذي يمكن أن يؤثر على وجودها ومصالحها في غرب أفريقيا.

تربط فرنسا والمغرب علاقات صداقة عميقة وطويلة، امتدت منذ فترة الحماية الفرنسية في المغرب، ومستمرّة، ما يجعل طبيعة هذه العلاقات معقّدة

علاقة المغرب و فرنسا

لا يمثل الوضع الراهن أسوأ مراحل العلاقات بين البلدين، بالرغم من ازمات سابقة عانت منها هذه العلاقات. في ستينيات القرن الماضي تعرضت العلاقات بينهما لأزمة كبيرة، حيث قامت فرنسا باستدعاء سفيرها في المغرب احتجاجًا على اختطاف المعارض المغربي، المهدي بن بركة، الذي كان يشغل منصبًا هامًّا في الحزب الشيوعي المغربي. ومع ذلك، فإن تأثير هذه الأزمة لم يؤثِّر على أساس التحالف بين البلدين. في أحد مقاهي باريس، استنفذ مصيره واختفى. في فترة التسعينات، حثت الرباط رسميًا مواطنيها على إطلاق حملة إعلامية هوجاء ضد باريس، من خلال إرسال رسائل شخصية مباشرة إلى قصر الإليزيه للاعتراض على نشر كتاب صديقنا الملك للصحفي الفرنسي جيل بيرو، الذى كشف بشأن السجون السرية المروعة في عهد المغفور له الملك الحسن التانى.
إذا كانت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين تظهر جائرة في يومنا هذا، فالأحداث التي تجري على الأرض لا تعطي نفس التوتر الذي يعكسه المحتوى الإعلامي بين فرنسا والمغرب. وفرنسا لا تزال أول شريك اقتصادي للمغرب، حيث تمثل شركاتها معظم الشركات الأجنبية المستثمِِة في المغرب، كما أن لغتها الفَارْسِية تشكِّلُ جزءًًً حَاسِمًً في إدارة موضوعات المصالح والإدارة بصفة يوْمِية. لأنّ العلاقات بين الرباط وباريس متكررة ومستمرّة، فإنها تتضمّن عدّة جوانب معقّدة من التاريخ والسياسة والاقتصاد والثقافة والإنسانية، مما يجعل من الحديث عنها أمرًا محرجًا. فقد يُحكم المزاج العام داخل قصور الفضيلة في المغرب والإيليزيه في فرنسا على هذه العلاقات، حسب كيمياء خلافات شخصية معروفة. نظرًا لعدم توفر جميع المعلومات المتعلقة بها، وصعوبة تحليلها سياسيًا، فإنها تكتسي طابعًا استثنائيًّا الذي يجعلها قادرة على العودة إلى حالتها الطبيعية في أي وقت بغض النظر عن شدة الحملات الإعلامية التي يقودها وكلاء من كلا الجانبين داخل وخارج وسائط الإعلام في كلا البلدين.

تعليقات